Education on the culture of difference and acceptance of the other entrance to achieve coexistence
DOI:
https://doi.org/10.61212/jsd/130Keywords:
education, coexistence, - the right to difference , acceptance of the otherAbstract
الاختلاف سنة كونية لا يتناقض مع الوحدة الإنسانية، وهو حق من الحقوق التي كَفَلَتها جميع الأديان والتشريعات القانونية وعَدّوها من القوانين الطبيعية، وجعل من الرحمة والعدل والتسامح والتعايش والحوار. لقد قضت حكمة الله تعالى أن جعل الاختلاف قديم قدم الخلق، وهو سنة كونية أبدية، وطبيعة بشرية، فمن المستحلات الثابتة جمع الناس على كلمة واحدة.
إن المتأمل في تاريخ البشرية، يستنتج أن اغلب الحروب والنزاعات كان سببها الأول هو غياب الحوار وعدم تقبل الآخر ومحاولة فرض الرأي الوحيد وعدم خلق مساحة مشتركة للتفاهم والتعايش المشترك، مما تسبب في انتشار العصبية والعنصرية بشتى ألوانها، ونتج عن ذلك خراب ودمار ومآسي لازالت البشرية تجني ويلاتها حتى اليوم. ومع توالي الأيام ازداد الوعي بأهمية التعايش السلمي وتقبل الآخر وتدبير الاختلاف، خصوصا في عصر العولمة الذي أصبح فيه العالم قرية واحدة لا يمكن اقصاء أي طرف فيه.
التربية على الحوار وتقبل الأخر من المداخل الأساسية لتحقيق التعايش السلمي، لذلك على المناهج التربوية أن تهتم بالتلميذ وتوفر لهم المستلزمات المادية والمعنوية وتعليمهم أساليب التواصل المتحضر من خلال تدريبهم على آداب الحوار والنقاش وقبول الاختلاف في الرأي. من خلال خطة تربوية حديثة تستهدف تحقيق هذا الهدف التربوي السامي في أفق امتداده في المجتمع ليصبح ممارسة مجتمعية وسلوك حضاري نابع من ذاتية الانسان.
ولكي يتحقق المبتغى السابق لابد أن تكون المدرسة مثالا ونموذجا حيا يقتدى بها، ويجعل من المدرسة مجتمعا مصغرا حيا وفضاء عموميا مفتوحا لتبادل للتبادل والتعاون والمشاركة والابداع والتكامل واتخاذ المبادرات وإنجاز المشاريع من خلال بناء منهاج تعليمي يعطي حيزا كبيرا لترسيخ ثقافة الحوار وتقبل الآخر والتعايش السلمي ونبذ العنف وغيرها من القيم التي تفتل في هذا الاتجاه. والغرض من ذلك الرقي بالمدرسة والمجتمع العام ليصبح أبنائه متعايشين متقبلين للاختلاف فيما بينهم.
إن أهمية هذا البحث تتجلى بالأساس في تسليط الضوء على هذا الموضوع المهم الذي تغافلته مجموعة من الدول، العربية والافريقية، وتسبب ذلك في نزاعات وحروب مما عطل المسيرة التنموية والديموقراطية لهذه الدول. كما يشير البحث إلى أهم المداخل الأساسية لترسيخ قيم التعايش وتقبل الآخر، من خلال أنشطة إجرائية داخل الفصل الدراسي والأسرة والمجتمع بصفة عامة.
إن انتشار الحرب والعنف بين بعض الدول وانتشار العصبية بين الأفراد والجماعات عطل من مسيرة التنمية الشاملة لهته البلدان ولحل هذا الاشكال لابد من طرح من مجموعة من الأسئلة التي ستكون منطلقا من أجل الوصول إلى الحلول الممكنة.
ما أسباب التعصب للرأي ورفض الآخر؟ كيف نعالج ذلك من خلال تدخل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني؟ فماهي تجليات التربية على الاختلاف والتعايش داخل الفصل المدرسي؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك في المؤسسات التعليمية؟
من أجل الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها لابد من اتباع منهجية وصفية تحليلية تعتمد على مجموعة من الدراسات المختلفة والمرتبطة بموضوع التعايش وتقبل الآخر، والربط فيما بينها من أجل الوصول إلى نتائج ملموسة وعملية بعيدا عن كل تحيز ذاتي. لهذا سنحاول الانطلاق من أهداف كبرى وكيفية تنزيلها على أرض من خلال المجتمع، ومن داخل المؤسسة التعليمية عبر مواد دراسية مختلفة من أجل تحقيق كفايات تخدم لنا الحوار وتقبل الاختلاف والتعايش السلمي.
Downloads
Published
Issue
Section
License
Copyright (c) 2023 Journal of Scientific Development for Studies and Research (JSD)
This work is licensed under a Creative Commons Attribution 4.0 International License.