التقويم التربوي في العلوم الإسلامية وسؤال الجودة، الدرس الأصولي أنموذجا

الملخص

         إن التأسيس لتقويم تربوي فعال في العلوم الإسلامية بالتعليم الجامعي، ينسجم مع طبيعة هذه العلوم وخصائصها المنهجية، يتطلب البحث في أسسها المعرفية والتربوية، مع تحديد الجوانب العلمية التي ينبغي استثمارها لوضع ضوابط عملية لهذا التقويم، دون إغفال أهمية الكشف عن واقع تقويم التعلمات في الممارسة التربوية الجامعية، بقصد بيان نقط القوة ومكامن الضعف، من أجل استثمار كل ذلك والبناء عليه لتأسيس النموذج التقويمي المنشود.

       ومن ثم كان لزاما على كل من رام تقريب هذه العلوم أن يتفحص بنيتها المعرفية، حتى يكون على بينة من السبل الديداكتيكية الأكثر ملاءمة لتدريسها وتقويمها، وذلك بناء على القاعدة التربوية المقررة عند أهل هذا التخصص، والتي لخصوها في حتمية التوفيق والملاءمة التامة بين النسق المعرفي ومنهجية تدريسه وتقريبه للمتعلمين.

      وهذا ما يسعى إليه هذا المقال، من خلال الكشف عن واقع تقويم تعلمات الطلبة في شعب الدراسات الإسلامية بالمستوى الجامعي، مما يمكننا من رسم الضوابط العملية والمحددات المنهجية المُوجِّهة للممارسة التقويمية في العلوم الإسلامية وخاصة في الدرس الأصولي الجامعي.